التشاؤم هو سلوكٌ عقلي يتوقع نتيجةً غير مرغوبة لموقفٍ معين، ويميل المتشائم إلى التركيز على سلبيات الحياة مبتعداً بشكل شبه كامل عن الإيجابيات.

وتعتبر الشخصية التشاؤمية كثيرة التفكير والتحليل وتعاني من الشعور بالتشاؤم الدائم مما يؤثر على نفسية الشخص بطريقةٍ سلبية.

ويعتبر التشاؤم نوع من أنواع التفكير السوداوي والذي يرافقه مشاعر مستمرة وحادة من اليأس والحزن وتغير في الحالة المزاجية والسلوكية، وتؤثر بشكلٍ كبير في مجالات الحياة من العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية، ويشعر المصاب به بأن لاشي يستحق العيش لأجله أو الاهتمام به في هذه الحياة.

على سبيل المثال، إذا كان هناك مهمة يجب إنجازها سيقول الشخص أنه سيفشل لأنها مهمة صعبة عليه أو أن يقول سأتعرض للإرهاق والتعب إن قمت بإنجاز تلك المهمة، وهذا النمط من التفكير يؤثر على قدرة الشخص في اتخاذ القرارات مما يؤدي إلى ازدياد حالته النفسية سوءً. فهم يرون نصف الكأس الفارغ دائماً ولا ينظرون إلى الإيجابيات ولو نجحوا في عملهم أو حصلوا على فرصة جيدة فيه سيبادرون إلى التقليل والاستخفاف منه عندما توجه التهنئة لهم.

أضرار التفكير التشاؤمي على الأنسان

 يؤثر التفكير التشاؤمي على نفسية الشخص حيث يعاني من اهتزاز ثقته بنفسه وقدرته على خوض التجارب الجديدة لخوفه من النتائج السيئة التي لا يستطيع أن يرى غيرها. يشعر بالأسى والحزن الشديد في حالات الفرح لعدم لمسه الجانب الإيجابي للأشياء، كما يعاني من العزلة والاكتئاب والتوتر الدائم. يسبب للشخص أيضاً حالة من الحزن دون سببٍ معين وتراه مهموماً دون سببٍ واقعي، ينظر إلى المستقبل بشكلٍ تشاؤمي فتؤثر على معظم حياته، فشعوره بالعجز والخوف والقلق ناتجٌ عن تفكيره السلبي المسيطر عليه.

ماهي الأسباب التي تدفع الشخص إلى التفكير التشاؤمي والسوداوي

يوجد الكثير من الأسباب التي تسبب هذا النوع من التفكير فهو لا يولد مع الأنسان أبداً بل يكتسبه نتيجة أمور حدثت معه خلال حياته، كالانتقادات والتهكم به من المحيط الذي حوله كالأصدقاء والأسرة والعمل. من الأسباب أيضاً ضعف الثقة بالنفس والانسياق الكبير خلف الانفعالات العاطفية دون التركيز على مضمون الموضوع. يبتعد عن الهدوء والثبات مما يولد شخصية سلبية الفكر والسلوك يركز على نقاط ضعفه ويضخمها بشكلٍ لا يشغله غيرها. ومن أهم الأسباب ابتعاده عن المشاركات والحياة الاجتماعية مما يؤدي إلى انطواءه على نفسه والعيش ضمنها فقط. التمييز والمقارنة بين الأشخاص وخاصةً من هم أكثر تفوقاً وقدرة، والحساسية المبالغ فيها وتضخيم الأشياء وعدم تفهم المواقف بشكلٍ عقلاني كلها أسباب تدفع الشخص إلى التفكير بطريقةٍ سلبية. ويلعب دور الأصدقاء عاملا لا بأس به فإن كانوا سوداوي التفكير سيأثرون بطريقةٍ كبيرة على غيرهم، بالإضافة إلى قراءة الكتب والمجلات ومشاهدة البرامج ذات الطابع السلبي كلها تجعل الشخص ينظر إلى أتفه الأمور بطريق سوداوية.

كيفية التخلص من التفكير السوداوي والتشاؤم

من أهم الطرق التي يجب إتباعها هي التفكير بإيجابية، النظر إلى الكاس المملوء ذكر الأشياء الإيجابية قبل السلبية على سبيل المثال، عند الشعور بالقلق والتوتر اتجاه الحياة المادية وعدم القدرة على تجميع المال لشراء السيارة وهذا الأمر سيسبب حالة من الكآبة والحزن انظر إلى الجانب الآخر وهو حصولك على أسرةٍ سعيدة مكتفية مادياً، انظر إلى سلامة صحتك الجسدية والعقلية، امتلاكك منزلاً وطعاماً وحياةً مستقرة هذه التفاصيل ستشعرك بالسعادة وحب الحياة وتولد لديك التفاؤل والتي تؤدي بدورها إلى تحقيق ما يتمناه الشخص.

مثال أخر، عند رفض قبولك في وظيفةٍ معينة لا تقل لا أحد يريد توظيفي أو ليس لدي مؤهلات العامل الجيد، بل يجب عليك محاربة تلك الأفكار السوداوية بمحاربتها سترى أن تلك الأفكار ليست إلاّ ردود أفعالٍ مبالغ فيها، لأنّ استبعادك للحصول على العمل لا يعني أنك أنسان فاشل، لذا استخدم عباراتٍ إيجابية مثلاً هناك فرصةُ عملٍ أفضل لي وأستطيع أنّ احقق النجاح في مجالٍ ما.

ومن الخطوات الأساسية الثقة بالنفس والتركيز على قدراتك وإمكانياتك وقم بتطوريها بدلاً من تضخيم عيوبك، كن شخصاً متزن وحافظ على هدوء أعصابك لاستعادة التوازن الذهني والعاطفي في شخصيتك، اتخذ الأشخاص الإيجابيين قدوةً لك وتعلم منهم ولا تنطوي على ذاتك أبداً، ابتعد عن الأوهام بتمييزك بين الحقيقة والخيال.

يجب على الأنسان السعي الدائم لتحسين حياته وجعلها أفضل، لذا من المهم أن نحارب تلك الأفكار التي تبعدنا عن حب الحياة والأمل بغدٍ جميل، قد نواجه الكثير من الصعوبات والمواقف السيئة ونتخذ قرارات خاطئة لكن لا يجب علينا العيش ضمن قوقعة الفشل بل يجب السعي خلف النجاح لنحقق التوازن في شخصيتنا ونبتعد عن الأفكار السلبية التي تقود إلى حياة سوداوية مريضة.